و في طريقك الموجعة التي وضعتني على عثراتها أياماً و شهوراً لأنساك .. لأبحث عن سبب يجعلني أكرهك .. لأبكيك بحرقة كما تبكي الأم وليدها ... لأراجع ذاتي مراراً مراراً و آخذ قراري بأنني سأنساك و أنهض من جديد .. بقوّة و قلب ممزّق . كنتَ تُخضِعني كل هذه المدة لتعليمات كتيّبك عن " النسيان " و خلاصة تجاربك مع حبك الأول .. ذاك الذي ما عرفتُ عنه شيئاً ، لا اسماً ، لا صورة و لا حتى تحديداً لتركيبة تلك العلاقة بينكما ..
روحي ، كنتَ وحدك تعنيني لا أحد آخر .. و الآن بات كل شيء يعنيني إلا ذكراك المؤلمة و الاختبارات الموجعة التي أخضعتني لها و آذيتَني بها و مزّقت أشلائي بمديتها ... لستُ الضحية ، فأنا عندما أحببتك أيقنت أنك " ببساطة موجعة " لم تحبّني و تأثّرتُ بتلك المسلسلات المكسيكية التي كان عليك " النضال " لتكسب قلب من تحبّ . أتعرف شيئاً ، على الأقل كنتَ إلهام هذه الذاكرة البائسة لمدّة أقصاها لحيظات من وقتك و جلّ أزماني .
نادمة ، لا لستُ بنادمة و كم أمقت هذا الشعور و أرفضه و أجاهد في ردعه عن انتظاري لك على قارعة الهاوية الفاصلة ما بين صدك و صدك ..
هل أنت مرتاح بابتعادي عنك ؟
أمرتاح لأنين دموعي المحترقة شوقاً إليك و أنتَ الصامتُ الصامتُ .. تشبه الموت في كل شيء ..يأخذك مني بكل سلام ، مطمئناً لذاك الثرى من الأمنيات الملتهبة التي ألقيها فوق جثتك اللامرئية .
أخبرني ، كيف صارت ملامحك ، هل كبرت ؟ هل ازدادت عيناك اتساعاً .. و تلك البطانة الناعمة التي يطلقون عليها اسم " الجفنين لعيون بنية غامقة أو لأقل سوداء ".. جميلة و ربي .. هادئة كبحر هائج .. و ذاك الجبين الأسمر الحنطي المتقَن الرجولة و تلك التقاسيم المتناسقة .. ذلك الصوت الهادئ ككنار .. كل شيء . الشامات على الرقبة .. الكفّان الراقدتان فوق جبين الشمس ، قامتك ، امتلاؤك .. دخان سجائرك .. منفضة ضيوفك . . نغمة جوالك الحزينة . " روحي تحبك غصب عني و المشكلة حبك ذبحني " مَن نصيحه أنقلع من المنتدى لحالك ح مَن فينا .. ماضيك أم اشتياقي المجنون إليك .. غيرتي على من لن يكون ملكي .. و كان ملكي كل يوم لكنني لم أتمكن من فك طلاسم تلك الوثيقة التي منحتني إيّاها دون أن أدري بوجودها .. و لكنني أتقنتُ لغة غيابك حرفاً حرفاً مع أنها كانت متقَنة أكثر من أبجدية كلامك و أفعالك .. و انغماسك في تعذيبي لأجدّد ولائي لحبك كل ثانية حتى و أنتَ نائم .. كنتَ تتعمّد إيلامي كل مساء بكلماتك و توريتك الحقائق لأسهر و الدمعة تملأ احداقي .. هل تعرف بأمر الحبوب المنوّمة التي تعاطيتها . كبسولات متراكمة من ألم و دمع و انتفاضة و سكون و انكسار .
كنتَ تحسّ بي و تداري . ربما لم يعنك أمري في شيء و ربما كنتُ لك كل شيء . لكن أنّى لي أن أعرف شعورك نحوي و أنت لا تفصح .
هل كانت رسائلك الصباحية كانصيحه أنقلع من المنتدى لحالك ة . نداءً للرحيل ، أكذوبة اختارت أن تسير على قدمين من رمادي و تعبر بي المحيطات لأذوب كالسكر في وعاء ماء مالح ؟
هل كنتُ شيئاً لك ؟
هل كنتُ يوماً ؟
فقط أخبرني