تستحوذ مواجهات "الشمال" على الأضواء في المرحلة الثالثة عشرة من الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، حيث يلتقي ليفربول السادس مع مانشستر سيتي المتصدر في مباراة تحدٍ بين زعيم تاريخي ونادٍ يرسم تاريخاً جديداً، ويستقبل مانشستر يونايتد الثاني نيوكاسل يونايتد الرابع في مباراة كلاسيكية.
بين الماضي والحاضريستقبل ملعب آنفيلد رود مواجهة قد تكون إحدى منعطفات الموسم الهامة حينما سيحل مانشستر سيتي المتصدر ضيفاً ليفربول، ويأمل الجميع وليس أنصار الفريق الأحمر وحسب، أن يحقق زملاء ستيفان جيرارد (الغائب) فوزاً يفرمل الـ"ستيزينز" ويردم الهوة بينه وبين الملاحقين.
يدخل فريق المدرب روبرتو مانشيني المباراة متصدراً دون خسارة وبفارق 12 نقطة كاملة عن خصمه، وخمس نقاط عن جاره مانشستر يونايتد الوصيف. لكن معطيات الأيام الأخيرة كانت محبطة مع خسارة مؤثرة أمام نابولي في دوري أبطال أوروبا (1-2) قد تطيح به من الدور الأول.
ويبدو ليفربول الذي جدد صفوفه منذ إشراف المدرب كيني دالغليش عليه في الموسم الماضي في حال جيدة، لكن يصح أن نطلق عليه صفة "الفريق المزاجي" ويدل على ذلك نتائجه المتقلبة بشكل عجيب رغم أنه لم يخسر في 7 مباريات متتالية، وحقق الفوز على تشلسي في عقر داره الأسبوع الماضي (2-1) لكنه أهدر بالمقابل نقاطاً لا يصح أن تضيع أمام سوانسي ونوريتش وكلاهما في ملعبه.
المباراة واعدة بمستوى كبير ويمتلك الطرفان أوراقاً كثيرة، يعتمد خلالها ليفربول على الخبرة سيتي على الطاقة المتجددة، فمعظم لاعبيه بأعمار متقاربة ومستوى متقارب.
وتبدو المباراة وكأنها صراع بين قوة عظمى تأبى الاستسلام رغم أن اللقب عز عليها منذ عقدين من الزمن، وقوة صاعدة تسعى للفوز بأول لقب في المسابقة منذ 43 عاماً، خاصة أن الفريق الضيف لم يتمكن من العودة فائزاً من ملعب آنفيلد رود منذ ثماني سنوات.
الاختبار الثانيعلى ملعب أولد ترافورد يلتقي فريق "الشياطين الحمر" حامل اللقب والمتراجع بأدائه كثيراً على الصعيدين المحلي والأوروبي مع رابع الترتيب نيوكاسل الذي يقدم موسمه الأفضل منذ عام 1996، الذي تنافس فيه مع يونايتد بالذات على اللقب وخسره بطريقة دراماتيكية.
المباراة تعتبر المحطة الثانية في سلسلة الاختبارات القاسية لـ"ماكبايس" حيث بدأها الفريق الأسود والأبيض بمواجهة فريق مانشستر الآخر فخسر أمامه (1-3) وهي هزيمته الأولى في الموسم، كما سيلاقي بعدها تشلسي.
فيما سيكون أصحاب الأرض مجدداً تحت ضغط كبير بعد تعثرهم الأخير أمام بنفيكا أوروبياً وتعرضهم لخطر الخروج المبكر، كما أن انتصاراتهم الثلاثة الأخيرة في الدوري لم تكن مقنعة على الإطلاق وجاءت جميعها بنتيجة واحدة (1-0) على حساب إيفرتون وسندرلاند وسوانسي.
ولا يعيش فريق السير أليكس فيرغسون أفضل أيامه مع تراجع مستوى معظم اللاعبين المؤثرين وفي مقدمتهم ريو فرديناند وواين روني والصربي نيمانيا فيديتش، وتبقى آماله معلقة على الثنائي الفعال مؤخراً "البرتغالي ناني والمكسيكي تشيتشاريتو" خاصة وأن مشاركة روني غير مؤكدة بعد إصابته في لقاء سوانزي في المرحلة السابقة، كما تلقى الفريق خبراً سيئاً بعد تأكد غياب لاعب وسطه البرازيلي أندرسون حتى شباط/فبراير القادم لإصابة في أربطة الركبة.
بالمقابل فإن الفريق الضيف رغم خسارته الأخيرة قدم أداءً جيداً خاصة في الشوط الثاني، ولذا من المحتمل أن يعود بنقطة على الأقل من "مسرح الأحلام" خاصة إن كان مهاجمه السنغالي ديمبا با موفقاً.
الاستمرار والعودةوفي لندن يسعى ارسنال لمواصلة تألقه بتسجيل فوز سادس على التوالي حين يلاقي فولهام في دربي لندني صغير، فريق المدفعجية يعيش فترة زاهية مع انتصاراته المحلية وتأهله الأوروبي، ويعود الفضل في ذلك إلى تألق غير عادي للمهاجم الهولندي روبن فان بيرسي الذي سجل 10 أهداف في المباريات الخمس الماضية في الدوري، إضافة إلى عودة عدد من اللاعبين بعد غياب للإصابة وفي مقدمتهم آرون رامسي.
أما فولهام الذي لم يتذوق طعم الانتصار إلا في مباراتين من أصل 12 فيسعى لتحقيق المفاجأة وتسجيل الفوز الأول على ارسنال في المسابقة منذ العام 2008.
وكذلك يمني تشلسي نفسه بتجاوز عثراته والعودة للسكة الصحيحة حين يستضيف ولفرهامبتون المتراجع.
الفريق الأزرق يمر بمرحلة حرجة جداً فهو يقرن إخفاقه المحلي بآخر أوروبي وكان الأسبوع الماضي كارثياً بكل المقاييس فخسر أمام ليفربول في الدوري ثم باير ليفركوزن في دوري الأبطال، وهو ما يشدد الخناق على مدربه البرتغالي فيلاش بواش المطالب بتخطي منافسه الذي لم يفز إلا على ويغان متذيل الترتيب خلال المباريات العشر الأخيرة.
فرصة مواتيةسيكون توتنهام ثالث الترتيب (يمتلك مباراة مؤجلة) مرشحاً لتحقيق فوزه الخامس على التوالي والوصول للمباراة العاشرة على التوالي دون خسارة عندما يحل ضيفاً على وست بروميتش ألبيون.
ويسير الفريق اللندني في منحى تصاعدي بعد البداية السيئة مستفيداً من انسجام لاعبيه والطاقة المتفجرة مؤخراً لمهاجمه التوغولي إيمانويل أديبايور الذي إن لم يسجل فهو يصنع أهداف فريقه، فيما يعوّل أصحاب الأرض على خبرة مدربهم روي هودجسون علهم يخطفون نقطة ثمينة بطعم الانتصار.
ويحل أستون فيلا ضيفاً على سوانزي في مباراة صعبة ومتقاربة، ممثل مدينة برمنغهام هو الأكثر تعادلاً في الدوري إلى الآن (6 مرات) ويسعى لتحقيق فوز مضاعف الأهمية إذ يحتل المركز الثامن (15 نقطة) ولا يفصله سوى 4 نقاط عن صاحب المركز السابع عشر، ولا يبتعد سوانزي عنه كثيراً (13 نقطة)، لذلك التعادل سيكون خاسراً للطرفين.
ويلتقي الصاعدان نوريتش سيتي وكوينز بارك رينجرز في مواجهة خاصة، فكلاهما حقق نتائج مقبولة جداً حتى الآن، ونقاط المباراة تعني لهما الكثير للبقاء مدة أطول في مواقع آمنة.
كما يتقابل بولتون مع إيفرتون، وسندرلاند مع ويغان صاحب المركز الأخير، وستوك سيتي مع بلاكبيرن روفرز في مواجهات متكافئة.